عاشق الليل

بدلاً من الدواء
أنا راحل
إلى طريق اللاعودة
إلى ذلك المكان
الذي كنت أسكن فيه
قرب آهاتي وزفرات قلبي
فالسعادة
لم تكن أبداً لتعرف طريقها إلي
طالما مشاعري
مجنونة ومتهورة
سأعود من حيث أتيت
سألملم أحاسيسي التي تبعثرت بقربيك
سأزرع أشواكاً
في ممر حبيك
حتى لا تستغفلني مشاعري
وتتوجه إليكي
سأحكم قبضتها وأغتالها
لأصبح إنسان بلا مشاعر
إنسان دمرته أحلامه
خانته أحاسيسه
إنسان
أعياه البحث عن اللاً شـيء
عذراً يا حبيبتي
ربما لن أنساكي
ولكن
سأمهل قلبي بعض الوقت
ليلملم جراحه
وليستعيد نشاطه من جديد
لقد قررت الرحيل
نعم سأرحل
وأنا أحمل الحب بين ضلوعي
نعم سأهجريك
سأترك قوافل حبيك
تسلك طريقها وحدها
لقد كانت تقودني إلى الضياع
لكنني لم أيأس منها
كونت ألملم خطواتي وخطواتي إليكي
تبعثرت وتبعثرت
لكني أكملت طريقي إليكي
أحسست بأنها لعبة من ألاعيبك
لكن الحب والشوق واللهفة
شغلتني عن الحقيقة
أنتي الوحيدة الذي كونت أستمع إليها
وأنتي للأسف كونتي مجرد كاذبه
تدعي الحب والغرام والصدق
لكن كونتي مجرد إنسانه فاشله
إنسانه بلا مشاعر بلا أحاسيس
فأنا لا أعاتبيك ولا أهينيك
لكني حزين جداً
حزين لأنني سأرحل من حياتيك وأتركيك
سأرحل لأني لم أعد أحتمل
كل هذا الألم والعذاب
لكن ماذا بي أن أفعل
بالحب الذي يحويني
أعلم بأنني سأتعذب بفراقيك
لكنني سأرحل





برغم كل جنون الرياح وبرق الرعود

ورغم المطر

إلي عينيك نويت السفر



حملت علي راحتي الجراح

لعلي ألاقي في دفئها المباح

من كتر شوقي إليكي

تركت جميع المدائن

مدائن حزني

مدائن خوفي

مدائن قهري وضعفي

وكل بلاد السمر

وبدأت بالمناداه علي كل القوافل

قبل الدخول إلي عينيكي بأن تنحني

أيها الطيف



أي ليل سيمضي وأي ليل سيأتي

سأجمع ماتبقي من دقائق أيامي

ألفها أم أطويها

وأنتظر من يشق عتمة الليل

من يلمس الحروف في الوجدان

كل عمري أختصره ليسعي وراء حبيك

ولكنه يسعي وراء خيال

فكل شيء يحرق قلبي

أيها الطيف

لو كانت كلماتي تحملني إليك تأخذني بعيدا

ترميني عندك بعيدا عن دنيا الزمان

أسافر معها بدون متاع


فقد تعبت

تعبت من أحلامي

تعبت من رحلتي

تعبت من لوحتي المرسومة علي جدران الصمت

تعبت من الصمت نفسوا

يأتي ليل ويعود ليل



ومتي ستأتي ياحامل الحب لنهر الحب

هل ستشق عتمة ليلي

لتبدأ الفصول ويأتي الربيع

فقد أتعبني طول الصمت

يراقبني القمر وفي نظرته الأسي والحزن

يقول لي ياأخلص العاشقين

وياأحزن المحبين كفاك لوعة وحنين

وكفاك من دهرك الذي ولي كل تلك السنين

هل مازلت تعشقها حقا

أم أنها ذكري الألم

أفتحت عيني وإليه أوجه النظرة


فيسكب القمر ويلاحظني

فيقرأ هذه الهمسات

همسات قلبي

ويسأله

من أنت ؟

وأين هي ؟

لمذا يغالبني دمعي

لماذا هي لغتي في وحدتي

تنهمر الدمعة تلو الدمعة كقطرات المطر

وكأنها تقول

هل أنا من أخترت الطريق

أم أنه رسم لي


تبعثرت مني الكلمات

أحبها فأين هي

أعشقها فأين هي

اريدها روحا لي



وتضمني بدفء وحنان

لكني لن أبوح بها حتي لو فارقت روحي جسمي

ليت الأماني تدركها لحطة

سأظل أحلم ياقمري

مهما طال بي دهري

ولتسمعني نجوم ليلي

إني إليها راحل

لكن بعد موتي لتكون روحي لها خير رفيق

كل يوم أزداد شوقا إليكي

ومازلت أسمع إلاصوتيك

ولا أري إلاصورتيك

ولم يدق قلبي إلا بنبض حبيك

وأحلم باليوم الذي نحقق فيه المستحيل

ونحن معا

فأنا لست أول من خاب حبه

ولكنني مختلف عن كل هؤلاء

فهم قد نسوا حبهم وعاشوا حياتهم مرة أخري

إلا أنا فحبي يزداد بداخلي

يومـــا بعد يــــوم